خلاصة فتوى بشأن حكم صلاة التروايح (8) ركعات فقط

.خلاصة  فتوى بشأن حكم صلاة التراويح (8) ركعات فقط

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فهذه خلاصة للفتوى الصادرة عن (قسم البحث والإفتاء في المرتعة العلمية) بشأن ((حكم صلاة التراويح (8) ركعات فقط عدا الوتر))، رأينا نشرها ليستفيد منها عامة الناس، وبإمكان المتخصصين والمهتمين مراجعة أصل الفتوى المنشورة على موقع المرتعة العلمية في (13) صفحة في قسم (المكتبة)/ مصنفات مرتعية PDF.

1.(صلاة التراويح) هي صلاة قيام ليالي شهر رمضان، وهي تختلف عن (صلاة قيام الليل) في غير ليالي رمضان في خمسة أمور تجدها في أصل الفتوى.

2.اتفق معتمد المذاهب الأربعة تبعًا لاتفاق الصحابة ومنهم ثلاثة من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم على أن الأكمل والأفضل في عدد ركعات التراويح هو عشرون ركعة.

3.   كل ما روي بخلاف العشرين ركعة: إما ضعيف السند، وإما محمول على أول الأمر قبل اتفاقهم على العشرين ركعة.

4.   ظهر في منتصف القرن الماضي قول بأن عدد ركعات التراويح هو (8) ركعات فقط والزيادة عليها بدعة محرمة، واستند على فهم مغلوط لحديث «مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ، وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً»، فوجدت هذه الشبهة هوى في نفوس الناس لما فيها من تخفيف مع زعم أن فيها اتباعًا للنبي ، فدغدغ هذا الرأي عواطف الجماهير ولعب على وتر فتورهم عن العبادة، كما أن الدعاية الحزبية والأموال المتدفقة لعبت دورًا في الترويج لهذا الرأي، وقد رد عليه العلماء بردود كثيرة  تجد خلاصتها في أصل الفتوى.

5.   تنعقد صلاة التراويح بنية الاقتصار على ثماني ركعات، لكن من صلَّى التراويح ركعتين، أو (4)، أو (6)، أو (8)، أو أقل من العشرين فقد صلَّى بعض التراويح وحصَّل بعضَ الثوابِ لا كُلَّه، فثواب (6) ركعات أكثر من ثواب (4) ركعات، وثواب (8) ركعات أكثر من (6) ركعات وهكذا، لكنه بعض ثواب التراويح وليس كله، يعني: أن الثواب موجود لكنه ناقص ولا يكتمل الثواب إلا بعشرين ركعة.

6.   هناك ثلاث حالات للإمام الذي يصلي التراويح ثماني ركعات فقط:

أ‌-        إمام يصلي التراويح (8 ركعات فقط) لعذر كأن يكون مُكْرَهًا على ذلك، فهذا لا شيء عليه، ويجب عليه أن يسعى في إزالة العذر حتى لا يُفَوِّت على المسلمين ثواب صلاة (12) ركعة جماعة في المسجد.

ب‌-     إمام يصلي التراويح (8 ركعات فقط) ويصرح بأنها الأفضل، ولكنه لا يمنع الزيادة عليها، ويجيز صلاة التراويح (20) ركعة، فهذا مخطئ واهم، وينبغي إرشاده إلى أن الإجماع منعقد على أن الأفضل هو العشرون ركعة، فإن أصرَّ على وهمه، فهو آثم صاحب هوى.

ت‌-     إمام يصلي التراويح (8 ركعات فقط) ويمنع الزيادة عليها؛ لأنه يعتقد أن الزيادة بدعة محرمة، فهذا آثم فاسق؛ لتحريمه الحلال (وهو الزيادة على 8 ركعات) الذي أجمع عليه السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وتابعيهم فمن بعدهم، ولأنه يلزم من هذا القول الشاذ اجتماع الأمة الإسلامية على الضلال لأكثر من (12) قرنًا، وفيه اتهام للسلف الصالح من الصحابة والتابعين بأنهم ارتكبوا الحرام؛ لأنه قد ثبت عنهم أنهم زادوا في التراويح على (8) ركعات، ولمخالفته شرط واقف المسجد؛ لأن شرط الواقف كنص الشارع.

7.   يحرم على المسلم أن يدعو إلى الرأي الشاذ القائل بأن الزيادة على (8) ركعات في صلاة التراويح هي بدعة محرمة، أو أن يعين على ذلك؛ لأن هذه معصية، والإعانة على المعصية حرام.

8.   مخالفة شرط الواقف كبيرة من الكبائر، ومرتكب الكبيرة فاسق.

9.   يحرم الاقتداء بالإمام الفاسق أو المتهم بالفسق وبالإمام المبتدع على [1] أهل الصلاح والخير، وعلى [2] العالم الشهير.

10.يكره الاقتداء بالإمام الفاسق أو المتهم بالفسق وبالإمام المبتدع على عامة الناس من “غير” أهل الصلاح والخير، ومن “غير” العالم الشهير.

11. كل مكروه يتعلق بصلاة الجماعة فهو مفوت لفضيلة صلاة الجماعة، أي: لا يحصل المصلي المأموم على أجر صلاة الجماعة (27 درجة)، وتكون صلاته صلاة منفرد.

12.بناء على القاعدة السابقة، فإن المأموم الذي يصلي خلف الإمام الفاسق أو المتهم بالفسق أو المبتدع لن يحصل على ثواب الصلاة في جماعة، وستكون صلاته صلاة منفردٍ.

13.يحرم على السلطان أو نائبه نصب الفاسق والمبتدع إمامًا للصلوات.

14.صلاة التراويح جماعة في المسجد عشرين ركعة أفضل من صلاتها في البيت جماعة عشرين ركعة.

15. صلاة التراويح جماعة في البيت عشرين ركعة أفضل من صلاتها في المسجد جماعة ثماني ركعات.

16.ليس من التطويل المكروه صلاة التراويح عشرين ركعة.

17.صلاة الإمام التراويح عشرين ركعة ليس سببًا مشروعًا لكره المأمومين له، ومن ثم لا يُكره توليته الإمامة.

18.السُّنة في التراويح القيام بجميع القرآن الكريم، والمحافظة على العشرين ركعة وترك ختم القرآن الكريم أولى من ختمه وترك العشرين ركعة.

*******

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

29 شعبان 1443، يوافقه الأول من إبريل 2022

Leave a Reply