بيان رقم (4)

بيان رقم (4)


﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾

الحمْدُ للهِ ربِّ العَالَـمِين، والصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِّنَا مُحَمَّدٍّ خَاتَمِ النَّبِيين، وَعَلَى آلِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين، وَصَحْبِهِ العُدُولِ الـمَيامِين، وَمَنْ تَبِعَهُم بإحْسَانٍ إِلى يومِ الدِّينِ، أما بعدُ:

فقد نشر أحد الدارسين في المرتعة العلمية من طلاب العلم المتقدمين الذين نعتز بهم قبل شهر تغريدة ضمن سلسلة تغريدات يحاكي فيها أسلوبًا يستعمله بعض المتعصبين في الطعن في بعض رموز أهل السنة والجماعة وفي المرتعة العلمية، ففُسِّر مضمون التغريدة بغير القواعد العلمية، وحُملت عباراتها على غير قصد كاتبها، فاتَّهمه بعضهم بتكفير أشخاص ذُكرت أسماؤهم في التغريدة وبالإساءة إلى فئة من المسلمين، فسارع الرجل إلى التراجع عن التغريدة بحذفها من حسابه، ونشر تغريدة أخرى شرح فيها ملابسات الموضوع، ومن المعلوم أن حذف المنشور والتراجع عنه يعدم كل أثر شرعي أو قانوني أو عرفي له.

إن “التغريدة المحذوفة” وإن صدرت عن أحد أبرز الدارسين في المرتعة العلمية، إلا أنها لم تصدر عن المرتعة العلمية، ومضمون “التغريدة المحذوفة” لا يمثّل توجّه المرتعة ولا سبيلها في تبليغ الحق إلى الخلق والحوار مع الآخر، ولأن المرتعة العلمية ليست حزبًا، فهي لا تُلزم الدارسين فيها أن يكونوا مثل الدُّمى، بحيث لا ينشرون إلا ما يُملى عليهم، بل كلٌّ له شخصيته المستقلة ورأيه الشخصي، وهو يمثل نفسه فيما يكتب في وسائل التواصل، كما أن المرتعة العلمية لا توجه أبناءها إلى الذوبان في الأشخاص، بل ترشدهم إلى التمسك بثوابت جمهور أهل السنة والجماعة في التوحيد والفقه والتزكية.

إن حسابات المرتعة العلمية يديرها مجموعة من الشباب إلى جانب التزاماتهم الدراسية والاجتماعية الأخرى، لذا قد يصدر عنهم قول أو فعل على سبيل الوهم أو السهو أو الحماس، وكلُّ ابن آدم خطَّاء، كما وقعت محاولات لاختراق حسابات المرتعة العلمية، وقد ينجح الأشرار -لا قدَّر الله- في الاختراق مستقبلًا، لذا نرجو من المتابعين الكرام التروي والتثبت في الحكم والنقل.

[رابط بيان رقم (٢) الصادر عن المرتعة العلمية في 3 مارس 2022]

 https://almartaa.com/index.php/2022/03/03/bayan2/

إن منهج أهل العلم الصادقين هو تقديم الـمُحْكَم على الـمُتَشَابه، والـمُبَيَّن على المجمل، والـمُحْكَم من ثوابت المرتعة العلمية المعلنة منذ سنوات والذي نُبَيِّن به مجمل مضمون “التغريدة المحذوفة” هو: ((ولا نُكَفِّرُ أحدًا من أهلِ القِبْلَةِ بارتكاب معصية ما لم يفعلها معتقدًا أنها حلال، ولا نُخرِجُ أحدًا من الإيمانِ إلا بنقضِ ما أدخَلَه فيه))، أما الذين يتبعون الـمُتَشَابه ابتغاء الفتنة والتشويش والتشويه -مستغلين المنابر- فصارت حالهم لا تخفى على العقلاء، ونحمد الله تعالى أنهم لم يجدوا سوى هذه “الحالة الـمُوهِمة” طيلة سبعة أعوام من عمر المرتعة العلمية.

ومَن ذا الذي تُرضَى سَجَاياهُ كُلُّها = كَفى الـمَرءَ نُبلاً أَنْ تُعَدَّ مَعايِبُهْ

إنَّ المرتعة العلمية لتدعو إلى التعايش الشرعي والرقي في التعامل بين المسلمين فيما بينهم على اختلاف مذاهبهم من جهة، وبين المسلمين وغيرهم من الديانات من جهة أخرى، تعايشًا يثمر الأمن والسلام، كما تؤيد الحوار العلمي الـمُثْمِر، وتحذر من الجدال الذي يهدف ويؤدي إلى تمزيق وحدة الصف ولحمة المجتمع.

*** 

19 شوال 1444

9 مايو 2023

Leave a Reply